Tuesday 26 May 2015

The Orthodox Creed - Part 1 - Arabic

كاهن أرثوذكسى :
أنا كاهن أرثوذكسى وبالتحديد كاهن من الكنيسة البريطانية الأرثوذكسية تحت رعاية بطريركية الأقباط الأرثوذكس .
نشأت بكل إلتزام ونشاط كمسيحى إنجيلى وعلى ما يبدو عمل الله قارنى بعد فترة طويلة للأرثوذكسية ، ولكن طالما حدث لى فبالتأكيد يمكن أن يحدث مع أى شخص آخر.
الأب/ بيتــر فرنجتـــون
                                                                  الإثنين  20/4/2015
الموعوظ الأرثوذكسى – الدرس الأول :
ما هو أفضل مدخل للحياة والإيمان بالمسيحية والأرثوذكسية ، توجد عدة احتمالات ، أحدهما يأخذ الإتجاه اللاهوتى وتفاصيل العقيدة الأرثوذكسية أو التعاليم الكنسية ، وآخرين اتجهوا الإتجاه التاريخى ووصفوا تعاليم الكنيسة كأمر هام فى ضوء الخلافات عبدالعصور.
ولكن هذه الدراسة ستبحث الإيمان المسيحى الأرثوذكسى من الإنجيل ، وستعتبر تعاليم وممارسات الكنيسة من خلال آيات الكتاب المقدس نفسها .
كافة التأملات اللاهوتية فى الكنيسة الأرثوذكسية على أساس الإنجيل ، (يقصد باللاهوت هنا الدراسة عن الله) ، أغلبية خلافات الكنيسة عن اللاهوت كان أصلها هل هذا التعليم المعين يتفق مع آيات الكتاب أم لا ؟
هناك إتجاه دائماً فى التفكير المسيحى بعيداً عن كلام الإنجيل وينحاز إلى السلطة العقلانية والمنطقية كأن لهم التأثير الأكبر عن التأمل فى الكتاب المقدس خلال الصلاة.
ولكن الكنيسة تذكر أعضائها غالبية الوقت أنه يجب أن نبدأ وننهى تفكيرنا عن الإيمان المسيحى الأرثوذكسى بالأمور التى أعلنها الله لنا وليس بالأمور التى نعقلها بأنفسنا.
بالطبع هذا لا يعنى أن الحياة والإيمان المسيحى الأرثوذكسى غير منطقى وأنه غير مبنى على أدلة حقيقية مقنعة لهؤلاء الذين يتجاوبوا مع الرب بالإيمان . ولكن الله لا يحد بأرائنا ولا يوصف بكلمات بشريه ، فالرب دائماً وراء كل شئ ممكن نقوله أو نعقله عنه. لذلك النهج المناسب لدراسة واكتشاف الإيمان المسيحى الأرثوذكسى عن طريق الأتضاع والصلاة وليس حب الاستطلاع العقلى.
الحياة المسيحية هى علاقة مع الرب وليس مقرر تعليمى يجب أن نكمله عندما نريد أن نتعرف على شخص ما ، فليس من الضرورى أننا نريد أن نعرف عن طوله ووزنه ولون شعره ( على سبيل المثال طوله 190 سم ووزنه 65 كجم وشعره بنى اللون) هذه الإجابة لا تعطينا صورة كاملة عن الشخص ، فى الواقع عندما نسأل عن ماذا يشبه شخص ما، فنحن نعنى شخصيته من الداخل أكثر من مظهره الخارجى.
وهذا ما يجب أن نعنيه عند دراسة الحياة والإيمان المسيحى الأرثوذكسى، وحتى الملحدين يمكنهم دراسة الشكل الخارجى للأرثوذكسية ولكنهم لن يستفيدوا من هذه الخبرة الداخلية التى هى أساس الإيمان المسيحى الأرثوذكسى ، ولن يتلامسوا مع طبيعة العلاقة الشخصية مع الله التى تعلمها وتقدمها لنا الأرثوذكسية .
ولذلك اكتشاف عمق الحياة والإيمان المسيحى الأرثوذكسى يحتوى على كثير من التداريب العملية وفرص للتأمل ، فليس كافياً أن نعرف أمور عن الله وعن الحياة المسيحية بل يجب أن تكون هناك خبرة شخصية حية وإلا ستصبح حقيقة إيماننا الأرثوذكسى غير معروفة .
(لوقا 11 : 9-10) وأنا أقول لكم اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. أقرعوا يفتح لكم . لأن كل من يسأل يأخذ . ومن يطلب يجد . ومن يقرع يفتح له .
نحن نؤمن كمسيحيين أرثوذكس أن هذه خبرتنا الخاصة ، طالما نسأل عن معرفة الله التى قبلناها ، وطالما نبذل كل مجهود لنعرف الله الذى كشف نفسه لنا ، وطالما قرعنا على الباب بمثابرة فإن الله يفتح أبواب قلوبنا وعقولنا ويرحب بنا فى محضرة .

ربما تبدو هذه غير قابلة للحدوث أو على الأقل شئ لا تتوقع أن تختبره بنفسك ومع ذلك تبدأ الرحلة إلى الأرثوذكسية بكل الإيمان الذى لديك حتى لو كان صغيراً جداً ودعنا نرى إلى أين الرب سيقودنا ، كل واحد مننا يجب أن يبدأ من مكان ما ، ولذا تشجع لتبدأ أيما كنت .
حقاً كل واحد مننا يجب أن يبدأ الرحلة مرة أخرى كل يوم مهما طالت السنوات التى عشناها كمسيحيين ، الحياة المسيحية تعتبر " سباق طويل" أكثر منها " عدد سريع" ، وهى أشبه بمسيرة من الجنوب الغربى إلى الشمال الشرقى أكثر منها نزهه ترفيهيه بعد الظهر يوم الأحد.
أولئك الذين بدأوا بالفعل هذه الرحلة ولم ينتهوا منها يجب عليهم الكفاح الجاد ليستمروا فى السير إلى الأمام ، وهكذا نحن نسافر معاً ، وكل الأسئلة والشكوك والخبرات والآمال الخاصة بنا لا تختلف عن تلك التى للمسيحى الأرثوذكسى الذى سار فى الطريق الروحى لعدة سنوات .
بالإيمان والرجاء (أقصد الإيمان والرجاء القليل الذى عندك) إبدأ رحلتك اليوم كما يجب أن تبدأ كل يوم .
هذه صلاة مناسبة تقال قبل المعمودية للشخص الموعوظ (الشخص الذى يسعى إلى توجيهات فى الإيمان الأرثوذكسى) :
يا الله القادر على كل شئ والأبدى ، أبو ربنا يسوع المسيح ، أرحم عبدك الذى اخترته ليبدأ حياة الإيمان ووضعنا عليه علامة ارادتك الصالحة ومشيئتك المقدسة . نتوسل إليك يارب تنجى عبدك من كل رغبات غير مقدسة ، وتزيل منه كل قساوة قلب، وترشده بأسرارك المقدسة ، وتمكنه من فهم وقبول الحق ، وتجعله جاهزاً لنعمه المعمودية المقدسة فى أقرب وقت ، وتقبله عندك من خلال الإرادة الصالحة ونعمه ابنك الوحيد الجنس ومعك ومع روحك القدوس الرب المحى المبارك إلى الأبد ، آمين.
هذه الصلاة تعبر بوضوح عن فكرة إننا لا نبدأ رحلة الإيمان وعندنا كل الإجابات أو نكون جاهزين فى الحال لنصير أعضاء بالكنيسة ، نحن نؤمن أننا دعينا من الرب لبداية الطريق، وعلامة الصليب قد وضعت على الشخص الذى أصبح موعوظاً كعلامة لكل الذين بدأوا الحياة المسيحية . هذه الفترة (الموعوظية) تقود إلى أن يكون هناك وقت ومكان ما ليصل  الشخص الموعوظ لفهم كامل وقبول من كل القلب للحياة المسيحية ، الكنيسة تستمر فى الصلاة لكى يقضى الموعوظين معظم هذه الفترة فى التأمل والتعمق فى الإيمان المسيحى.
هذه الرحلة الروحية التى بدأت بالموعوظية وليست بالأمور التعليمية أو العقلانية بالرغم من أن هناك أمور كثيرة نحتاج أن نتعلمها ونفهمها.
سنصدر جزء واحد من هذه الدراسة كل أسبوع وكل جزء سيحتوى على كم من التأملات فى الإيمان الأرثوذكسى ثم يعقبه تدريب روحى قصير . خلال هذا الأسبوع أود منك الإلتزام بصلاتين كل يوم ، يمكنك بالطبع أن تصليهم أكثر من مرة فى اليوم الواحد وربما أنت تصلى إحدى هاتين الصلاتين كل يوم ، وعلى كل حال أبذل كل الجهد لتصلى هاتين الصلاتين مرة كل يوم . الصلاة الأولى هى الصلاة الربانية التى علمها الرب يسوع بنفسه لتلاميذه ولذلك هى أهم صلاة فى المسيحية الأرثوذكسية يجب أن تعرفها وتصلى بها بإنتظام.
أبانا الذى فى السموات                  ليتقـــــدس اســـمك
ليــــأت ملكوتــــــــــك                  لتكن مشـــــــــــيئتك
كما فى الســــــــــــماء                  كذلـــك على الأرض
خبــــــــــزنا كفافنــــــا                  أعطنــــــــا اليــــــوم
وأغفـــــر لنا ذنوبنــــــا                 كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا
ولا تدخلنــــا فى تجربة                لكن نجنــــا من الشرير
بالمســــــيح يسوع ربنا                لأن لك الملك والقوة المجد
إلى الأبد آمين

والصلاة الثانية من كتاب الصلوات فى الكنيسة البريطانية الأرثوذكسية بالبطريركية القبطية الأرثوذكسية ، وقد تم إختيار هذه الصلاة ليس فقط لكى نتوحد مع صلوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بل لأنها تعبر تعبيراً صادقاً عن روح الصلاة للمسيحى الأرثوذكسى.
إرحمنا يا الله ثم أرحمنا ، يا من فى كل وقت وكل ساعه ، فى السماء وعلى الأرض مسجود به وممجد . المسيح إلهنا الصالح ، الطويل الروح ، الكثير الرحمة الجزيل التحنن. الذى يجب الصديقين ويرحم الخطاة الذين أولهم أنا. الذى لا يشاء موت الخاطئ مثل ما يرجع ويحيا ، الداعى الكل إلى الخلاص لأجل الموعد بالخيرات المنتظرة . يارب اقبل منا فى هذه الساعة وكل ساعة طلباتنا ، سهل حياتنا ، وأرشدنا إلى العمل بوصاياك ، قدس أرواحنا ، طهر أجسامنا ، قوم أفكارنا ، نق نياتنا ، أشف أمراضنا وأغفر خطايانا . ونجنا من كل حزن ردئ ووجع قلب . احطنا بملائكتك القديسين لكى نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين لنصل إلى إتحاد الإيمان وإلى معرفة مجدك غير المحسوس وغير المحدود فإنك مبارك إلى الأبد أمين .
برجاء أن تجعل هاتين الصلاتين خاصة بك خلال هذا الأسبوع ، أرفع قلبك بإيمان ورجاء فى الله ، وتأمل فيما تريده من هذه الرحلة من الإستكشاف والتعمق .
تذكر أن من يسأل أو يطلب أو يقرع بمثابرة لن يخيب أبداً ليبارك الله رحلتنا الروحية، مهما طال الطريق ، ويحضرنا بسلام وأمان لحضرته الآلهية فى النهاية وإلى الأبد.
المجد لإلهنا الآب والإبن والروح القدس آمين .


No comments:

Post a Comment